مدخنة
يحكى عن حمامة لا تكف عن معانقة السماء حطت في ليلة باردة داخل تجويف صغير، قادها ذلك أن وقعت في عنق فوهة مدخنة طويلة ومخمدة، هي تعرف دائما أنها إن علقت فكل ما عليها مواصلة التحليق، حركت جناحيها وصفّقت وهي على يقين أن المقاومة هي الحل الوحيد؛ فقد تسنى لها الخروج من أماكن عِدة، ولكثرة تصفيقها بجدران المدخنة الصلبة تكسرت اجنحتها وتساقط ريشها بكثافة، من ثم انزلقت سريعًا حتى هوت بين الرماد عاجزة عن الحركة، داخل غرفة قديمة في بناية مهجورة، وبقيت هناك حتى ماتت، لقد اعتادت المجابهة بالرغم أن كل ما كان عليها هو أن تستسلم وتنساب نزولا عبر الفوهة كي تخرج، ظنت أنه مأزق كسائر المأزق، الا انه كان أكبر منها هذه المرة، وبالمزيد من المواجهة قُضي عليها وكان الصمود في نهاية المطاف ما قتلها!