ماذا أحتاج لكتابة رواية؟
من مجرب متواضع اصوغ لك على صعيد مختلف إجابة لسؤال ما الذي تحتاج اليه لتكتب رواية؟
هناك أمور يتعين عليك الاستعانة بها، بعد عون الله تحتاج ان تحدد هدفاً، فكرة تريد طرحها أو مشكلة تريد مناقشتها او شعوراً تريد التعبير عنه، وتتملكك رغبة أن تشارك هذه الأهداف او احدها مع اكبر شريحة ممكنة من الناس حتى يتناقلون فكرتك او يناقشوها او حتى يعجبوا بها.
ثم عليك أن تصقل مهارتك في الكتابة بشكل عام، أن تجيد استعمال هذه اللغة بجميع أدواتها وجمالياتها وكماليتها، ولن أسهب هنا فالتدرب والتمرس سيحدثان فارقاً بالتأكيد، ولكن النقطة الجوهرية التي أسلط عليها الضوء هي اقتراب الكاتب من أسلوبه حيث يقترب من نفسه أكثر، عندما يبرع الكاتب في استعراض أفكاره بأسلوب فذ وسلس ومستساغ ولكن مختلف وجذاب هنا سيحوز بالتأكيد على انتباه القراء، والطريقة إلى ذلك بعد صقل المهارة هو ان يصيغ الكلمات بأسلوبه الذي يحب والذي يكتب به بأريحية دون تشدّق أو تقمّص لأسلوب كاتب اخر، بل أن يكتب بهويته الخاصة.
وهذا ما يميز النص المتين عن الركيك من ناحية الأسلوب، أن يتوافق الكاتب مع الكلمات التي يتحدث بها إلى قراءه.
وأتطرق الأن إلى
طريقة كتابة الرواية:
تحديد الهدف من الرواية: أي تكون الصورة الكلية والجزئية للنص واضحة في ذهن الكاتب ومصرّا على طرحها ومشاركتها.
تحديد العقدة الرئيسية: العقدة تشير إلى مشكلة، فكرة، غموض، سؤال، مأساة، أو أي مرادف يشد القارئ لأن يتبنى جانب القصة ويبدأ بسبر غمارها بحثاً عن حل او مخرج أو إجابة.
عقد ثانوية: العقدة الثانوية ومجموعة منها هي تسلسل يجري نحو حل العقدة الكبيرة مم يجعل اطار الرواية مشوقاً وتحدث تقدماً يشبع لهفة القارئ ويمنحه بصيص أمل يتبعه معك داخل روايتك.
تحديد الشخصيات: تحديد الشخصيات بدقة ما بين رئيسية وفرعية -ثانوية- ومنحها طوابع نفسية مرتبطة بالقصة التي طُرحت وأدوار يجب عليهم لعبها بشكل جيد، كي لا تبقى شخصية بلا دور أو تنسى فتصبح جانب ضعف للرواية.
تحديد الزمان: يجب تحديد في أي عصر تقوم القصة وتصوير ذلك ما بين وصف الأزياء والأفكار المطروحة في ذلك العصر ومراعاة الجوانب الأخرى.
تحديد المكان: قرية، مدينة، ريف، أو بيت أو عمارة أو شقة، طائرة أو سيارة، كل حدث يجب أن يرسم مكانه بدقة مع استعارات وتشبيه لا يصيب القارئ بالملل.
الوصف الشيق: الوصف أداة بارزة في أدب الرواية حيث يصور ما في ذهن الكاتب وخياله إلى القارئ مم يمنحه ارتباطا وثيقاً بالرواية.
ربط الاحداث: يجب ربط المشاهد والاحداث بعد وصفها ببراعة كي تشكل سلسلة تؤدي بعضها إلى بعض، لترتسم لوحة كاملة الأركان.
النهاية: يجب أن تجيب النهاية عن كل الاحداث والتساؤلات وتكشف الستار عن الغموض وتشعر القارئ أنه وصل للغاية التي ركض من أول سطر إليها، والعبرة في النهاية ستترك في نفس القارئ أثراً بالغا لا يزول بمدى قوة وعمق الفكرة عند اكتمالها.
وأشير أخيراً إلى ضرورة تنوع الأساليب في جميع نواحي الرواية وعدم اتباع أسلوب السرد مثلا لكل الاحداث والمشاهد، يجب ان يكون هناك تنوع يجعل القارئ يستمتع اثناء قراءته، وسأتطرق لهذا في مقال أخر بعنوان (تقنيات كتابة الرواية)