تقنيات كتابة الرواية
تلعب
التقنيات دورا أساسيا في رسم رواية حية التفاصيل والمشاهد حيث تغمس القارئ
بالتدريج داخلها حتى يكاد يشعر أن القصة تعنيه بشكل شخصي وأن القصة التي تروى هي حدث قائم بعينه أمام ناظريه، عندما تصبح
القصة عالماً يحسبه القارئ انه موجود وحقيقي التعبير والتفصيل.
معرفة كيفية
استعمال التقنيات والتنويع بينها يقود العقل للاسترسال والمتابعة دون ملل بل وحسن الأداء يعطي
النص عذوبة تجعل من القراءة متعة لا توصف وتأكل الوقت حتى تأتي النهاية وتترك الانطباع الأخير الذي لا تغيب معه الرواية عن الدنيا أبدا وتظل حية في الاذهان.
أكتب بكل ما
تبرع وكأن حياتك على المحك، أكتب وكأنه عملك الأول والأخير ضع فيه كل ما تملك
وراهن عليه.
سأعطيك
التقنيات الأدبية التي تمهد الطريق أمامك بإيجاز.
تقنيات
الكتابة الأبداعية:
ما مفهوم
السرد؟
سَرَدَ: قرأه بالتتابع؛ وأجاد سياقه، وسَرَدَ وقائع الحادثة: أي ذكرها حسب تسلسلها، وسَرَدَ الحديث: عرضه ورواه، قص
دقائقه وحقائقه "سرد القصة ونحوها- سرد أخبارًا ووقائع وتاريخيا.
السَّرْد في الرواية: يعني رواية الوقائع والأحداث، وينقسم إلى:
سرد الراوي: هو سرد الاحداث كما لو أن هناك من يقرأ الاحداث ويخبرك عنها
مثل عين عليا ناظرة إلى النص وتستفيض بالإخبار عنه.
مثال: أخذك قارئي العزيز في جولة في الريف الهادئ حيث السماء صافية والهواء العليل، تقف الفتاة الصهباء بردائها الأبيض الصيفي الذي يتمايل مع الهواء، حيث يسحب الهواء من حولها أوراق الأشجار المتساقطة في مشهد باهر وكأنه لوحة تستحق أن تُرسم.
سرد
بضمير الغائب:
وكأن هناك سارداً مجهول يخبرك عن الحدث أو يحكي المشهد من داخله وليس من الشخوص.
مثال: ذهب العمدة يسحب أقدامه ويحرك صرير مفاصله نحو الجرس كي يجمع سكان القرية وينبأهم بالفاجعة، قابله فلاح حقل الأرز وراح يمسك بيده ويأخذه إلى هناك وهو يتساءل عن سبب لهاثه وفزعه الشديدين؟
سرد
بضمير المتكلم:
أن تلعب الشخوص دور سرد الاحداث والاخبار عنها وهي مرتبطة أو خائضة فيها.
مثال: نظرت إلى العمدة الذي أخذ يتمتم مع نفسه دون ان يستمع إلي نظرة استغراب؛ فلم أرد من قبل هكذا.
الاسترجاع:
العودة بالأحداث الى الماضي وهي على قسمين
الاسترجاع
الداخلي: يستعيد
احداث ماضية في الرواية لربطها بأحداث حاضرة او قائمة.
مثال: قبل10 سنين فائته عندما هجم وحش الجبل لأول مرة طلب طفلا ناصع الياض بخصلة حمراء قربانا له كي يكف شره عن القرية لمدة 20 سنة وها هو عائد الأن ولا أحد يعلم ما قد يطلبه هذه المرة.
الاسترجاع
الخارجي: يستعيد
احداث لم تذكر في بداية الرواية على سبيل الماضي ليلقي الضوء على شخصية جديدة أو
ليبرز جانبا لم يسبق أن تطرق إليه.
مثال: كانت جوان طفلة يتيمة تركها بعض المسافرين حيث امتعتهم على باب القرية بدون اثر يذكر قبل 12 عام، واهتم عمدة القرية بأمر رعايتها وتربيتها، كان لها شعر برتقالي محمر ملتف وعينان رمادية باردة وكأن في داخلها تتربع الأسرار.
الاسترجاع
المختلط: الجامع بين
النوعين: كان يبدا بسرد داخلي ويستكمله بأخر خارجي.
مثال:استذكر العمدة أثناء سيره إلى برج الجرس أيام صباه عندما اقاموا له عرساً مبهرجاً وفي ليلة زفافه اختفت زوجته بعد ان رحل الضيوف وقد كانت تمتلك شعراص كشعر الفتاة الصغيرة التي عثر عليها قبل اثني عشر عاماً.
الاستباق: ذكراحداث وقعت في المستقبل على سبيل التشويق أو
إثارة الفضول والتساؤل.
مثال: تقف جوان أمام وحش الجبل الكبير ولا يحول بينها وبينه شيء، بينما يحتشد أهالي القرية على تلة صغيرة بالقرب منها والفزع قد غمر قلوبهم لا أحد يعلم ما مصير الفتاة المسكينة.
الحدف
أو القفز: ذكر سنوات
أو أوقات بدون ذكر ما جرى خلالاها.
مثال: بعد مضي 5 سنوات على الحادثة كان كل شيء قد اختلف في القرية، لا شيء كسابق عهده.
الوصف الأدبي: أحد فنون الكتابة الأدبية، يستعمل للتعبير عن المواقف والانفعالات والمشاعر، وتصوير الأحداث والمشاهدات، وتقديم الشخصيات بقالب فني دقيق.
التلخيص: التعريج على الاحداث دون الاسهاب فيها.
مثال: وهكذا وقفت القرية في مواجهة جديدة مع وحش الجبل الذي لم يصدق أحد بوجوده، وهم لا يعلمون ما كان مصير الطفل الذي قدموه من قبل وقد تكتموا على الامر خشية انتقاد الناس أو انقطاع الرحالة الذين يعتمدون عليهم لمجيء التجار في الفصول الأربعة، كما وأن مصير جوان بدا مجهولا؛ فبعد أن اعلن العمدة العجوز عن نزول الوحش مرة أخرى أصبح أي فرد لا يسمح لأطفاله بالخروج، ولكن مؤامرة شنيعة تحاك في ظلال القرية الوديعة، قد تؤدي إلى مواجهة جوان للوحش بنفسها.
الحوار: محادثة
لفظية تتم بين شخصين أو أكثر، ويتم خلالها تبادل الأفكار والآراء، وإجراء
المناقشات أو المشاورات أو غيرها، ولا يشترط في الحوار أن يكون الأطراف متشابهين
في الآراء فقد يختلفون فيه، ولكن بإمكانهم أن يتناقشوا ويستمعوا لبعضهم البعض حتى
يصلوا إلى نقطة مشتركة
الحوار
الخارجي: يحي النص
امام القارئ ويكون عن طريق الراوي.
مثال:
صرخ العمدة جونثن في الناس
"اشعث الجبل عاد!"
لاح صمت مدوي في الأرجاء ونظرات الفزع قد انتشرت
صرخ أحد الحطابين" وماذا يجب أن نعطيه هذه المرة؟"
صرخت امرأة" لا يمكننا أن نفعلها مجدداً هذا مستحيل"
اجابهم في ارتجاف " يجب علينا ان نعطيه ما نريد إذا لم نرد أن يحرق القرية عن بكرة أبيها"
الحوار
الداخلي المنونولوج:
حوار ذاتي ويكون من قبل الشخوص.
مثال: حدث العمدة نفسه عن خطورة ما يجري حىث لم يستطع أن يسمع حديث الفلاح عن يمينه
" هل من الصواب اخبار الجميع عما يجري أم علي الاحتفاظ به لنفسي؟"