كيف أبدأ الكتابة؟

 كيف أبدأ الكتابة؟


يقع البعض في فخ المثالية كأول عقبة تواجههم في مسيرة الكتابة؛ لذلك سأركز في هذا المقال على هذه المشكلة إذ انها ستنفرج أفاق واسعة أمامك؛ فجانب الحيرة من أين أبدأ الكتابة؟ وكيف أتعلم مهارات الكتابة؟ تقف الرهبة من الكمال في وجه الكتاب حائلةً بينهم وبين أمالهم الكبيرة.

إلى كل كاتب يسعى إلى المثالية أريد ان أزف لك الخبر السار لا يوجد عمل مثالي، ولكن توجد أعمال مميزة، وإن كنت تطمح لأن تنتج نصًا إبداعيًا ولكنك تواجه صعوبة من أين تبدأ إليك بعض الخطوات.

وقبل ذلك دعني أطمئنك أنه ليس عليك أن تكون مثاليًا في كل شيء. هذا الشعور الذي نشعر به جميعًا أحيانًا، خاصةً عندما نكون طموحين جدًا أو نرغب في تقديم أفضل ما لدينا. لكن، من المهم أن تدرك أن الكمال ليس ضروريًا، وأن التطور والنجاح يأتيان من الاستمرار والتجربة.

 

إليك بعض الأفكار لمساعدتك لتبدأ في الكتابة:

 

1. ابدأ بالكتابة الحرة

• لا تركز على الكمال منذ البداية. ببساطة، ابدأ بكتابة أفكارك، ولا تشغل ذهنك بتحقيق النص المثالي. اكتب أي شيء يخطر في بالك، حتى لو كانت الجمل غير مكتملة أو الأفكار غير منسقة. الهدف هنا هو أن تجعل الكلمات تنساب بحرية.

• بعد أن تكتب مسودة أولى، يمكنك دائمًا التعديل أو إعادة الكتابة، ولكن الأهم هو أن تبدأ.

 

2. قلب القاعدة: لا بأس في الأخطاء

• تذكر أن الأخطاء جزء من الرحلة. لا أحد يولد وهو كاتب محترف. كل نص غير مثالي هو فرصة للتعلم. الأخطاء ستساعدك على تحسين أسلوبك وتحديد ما يحتاج إلى تحسين.

• عندما تكون أكثر معتادًا على الكتابة، ستجد أنه لا يوجد نص كامل من البداية، بل عملية مستمرة.

 

3. قسّم المشروع الكبير إلى أجزاء صغيرة

• إذا كان المشروع كبيرًا، مثل كتابة رواية أو قصة طويلة، قسّمه إلى أجزاء صغيرة. يمكنك تحديد هدفك اليومي مثل: كتابة فصل صغير أو كتابة 500 كلمة. هذا سيساعدك على الإحساس بالإنجاز تدريجيًا بدلاً من أن تشعر بأنك مضطر لإنهاء شيء ضخم في وقت قصير.

• لا تتوقع أن يتم كل شيء بين ليلة وضحاها. مع الوقت، ستكتشف أن كل جزء من النص يقربك أكثر من الهدف النهائي.

 

4. تذكر أن المثالية ليست هدفًا

• المثالية في الكتابة هي في الواقع أداة يمكن أن تعيقك أكثر من أن تساعدك. النجاح في الكتابة يأتي من التجربة والقدرة على التعديل والتحسين، لا من البحث عن النص المثالي من البداية.

• يمكنك أن تعتبر النص غير الكامل بداية وليس نهاية. الكتابة هي عملية من التعديل المستمر.

 

5. اكتب أولاً، ثم عدل لاحقًا

• لا تدع رغبتك في الكمال تمنعك من البدء. اكتب أولاً، وعندما تكمل النص، خذ فترة زمنية ثم عد لتعديله. في مرحلة التحرير، يمكنك تحسين النص، لكنك ستجد أن فكرة الكتابة تصبح أكثر سلاسة بمجرد أن تكون لديك مسودة أولى.

• أحيانًا، النصوص تصبح أفضل عندما لا نرهق أنفسنا في التفكير الزائد. امنح نفسك الحرية للكتابة بدون قيود.

 

6. عش اللحظة، ولا تخشَ الفشل

• الفشل هو جزء من كل مسار إبداعي. كل كاتب يمر بلحظات يشعر فيها أن نصه بعيد عن المثالية، لكن لا يوجد نص “أبدي” بلا تعديلات. اكتب بحرية، ثم قم بتحسين النص بمرور الوقت. ستكون قادرًا على تحديد نقاط القوة والضعف في عملك مع التعديل المستمر.

• أن تكون مستعدًا للفشل يجعل الكتابة أكثر حرية وأقل توترًا. بمجرد أن تعتاد على الفشل والتعلم منه، ستتحرر من عبء المثالية.

 

7. اكتب كل يوم، حتى ولو قليلاً

• قم بتحديد وقت ثابت كل يوم للكتابة، حتى ولو كنت تشعر أن لا شيء “يخرج” منك. الكتابة اليومية هي أفضل طريقة للتغلب على المثالية. كلما كتبت أكثر، أصبح النص أكثر سلاسة وأقل ثقلاً.

• الكتابة اليومية تساعدك على تقبل الفوضى التي تأتي مع عملية الإبداع.

 

8. استخدم أسلوب الكتابة بدون ضغط

• لا تجعل الكتابة معركة ضد الكمال. تعامل معها باعتبارها مغامرة لاختبار أفكارك وتجربتك. إذا كنت تشعر بضغط، اكتب في وقت آخر أو ابدأ من زاوية جديدة.

• الكتابة يجب أن تكون ممتعة، وليست مرهقة.

 

9. لا تقارن نفسك بالآخرين

• قد تكون لديك رغبة في مقارنة كتاباتك بكتابات الآخرين، وهذا أمر طبيعي. لكن كل كاتب له أسلوبه الخاص ورحلته الشخصية. ركز على تطورك الشخصي، ولا تضع على نفسك ضغوطًا غير مبررة.

 

10. تذكر أن التجربة أفضل مع الوقت:

• قد لا تكون كتابتك اليوم هي الأفضل، ولكن مع كل نص تكتبه، ستتحسن. الكتابة عملية مستمرة تتطلب وقتًا. استمتع بها، وكن صادقًا مع نفسك في ما تكتبه.

 

أنت في الطريق الصحيح، وبمجرد أن تبدأ في تخطي فكرة “المثالية”، ستجد أن الكتابة تصبح أكثر طبيعية وسهلة. إذا كان لديك فكرة رائعة تريد توصيلها، ابدأ فورًا واكتب حتى لو كان النص بعيدًا عن الكمال. مع مرور الوقت، ستجد أن الأخطاء هي التي صقلت أسلوبك وأنتجت نصوصًا أكثر قوة وأصالة.

 

تذكر: أنت قادر على الكتابة، والثقة ستأتي مع التجربة.

صالحة الالمعي
بواسطة : صالحة الالمعي
أقدم نفسي إلى القراء الأعزاء ككاتبة طموحة، قد شغفها القلم حُبًّا بدأت مشوار الكتابة منذ الصغر وخطوت خطوة جدية في عمر مبكر بدأت منذ 2016 مشواري، وكلي يقينٌ أني سأنشر يومًا ما كتابًا يكون صديقًا للقراء كافة. أترك هذه المدونة بين أيديكم على أمل أن تأخذ بها نحو مساعيكم الأدبية، أريد من كل قلبي أن ترتقي نصوصكم إلى توقعاتكم، ولكي يتألق الكاتب عليه أن يستوعب المعرفة ويمارسها؛ فتقرأ كلماته بعذوبة لا يكاد يطيق القارئ أن يرفع عينيه عنها، نص يشد أخر صفحة تسحب الأخرى حتى يتلقف بيديه كتابًا تلوى كتاب.
تعليقات