عناصر وممارسات وحرف عربية جديدة تدخل قائمة اليونسكو للتراث المعنوي

 عناصر وممارسات وحرف عربية جديدة تدخل قائمة اليونسكو للتراث المعنوي



في خطوة هامة نحو تعزيز الهوية الثقافية العربية وحمايتها من التلاشي، أدرجت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) مجموعة من العناصر والممارسات والحرف العربية في قائمة التراث الثقافي اللامادي للإنسانية. يشمل هذا التصنيف العديد من الممارسات التي تعكس التنوع الثقافي والحرف التقليدية التي تميز الشعوب العربية، ويهدف إلى حمايتها وتوثيقها للأجيال القادمة، بالإضافة إلى تعزيز التبادل الثقافي بين الدول.


التراث المعنوي: تعريفه وأهميته


التراث المعنوي أو اللامادي هو ذلك التراث الذي يتعلق بالممارسات الثقافية والفنية التي تمثل جزءًا من الهوية الثقافية للمجتمعات. ويتضمن اللغة، الموسيقى، الرقصات الشعبية، الحرف التقليدية، الطقوس الدينية، والعديد من الفنون الأخرى التي يتم نقلها عبر الأجيال عن طريق التعليم الشفوي أو الممارسة المباشرة.


وتكمن أهمية إدراج هذه العناصر في قائمة التراث اللامادي في الحفاظ عليها من الاندثار ومنحها الشرعية الدولية، إضافة إلى تشجيع المجتمعات على الاعتزاز بتقاليدها وإحيائها في مواجهة التحديات العصرية.


العناصر والممارسات العربية التي أدرجت في القائمة


أدرجت العديد من الممارسات العربية التقليدية ضمن قائمة التراث الثقافي اللامادي لليونسكو، فيما يلي بعض من أبرزها:

1. الخط العربي:

يعد الخط العربي من أبرز الممارسات التي تميز الثقافة العربية. فقد تم إدراجه ضمن التراث الثقافي اللامادي نظرًا لما يحمله من جمال فني وتاريخ طويل يمتد لآلاف السنين. يعتبر الخط العربي من الأدوات التي يعبر بها الناس عن جماليات اللغة العربية والإبداع البصري، كما يساهم في حفظ القرآن الكريم ومجموعة كبيرة من الأدب العربي.

2. فنّ العود:

يعتبر العزف على العود من الفنون التي تشكل جزءًا مهمًا من التراث الموسيقي العربي. يحقق إدراج هذا الفن في قائمة التراث اللامادي الحفاظ على تقنيات العزف التقليدية التي تعتمد على الحرفية العالية والقدرة على التعبير العاطفي من خلال الألحان العربية الأصيلة.

3. الحرف اليدوية التقليدية:

دخلت العديد من الحرف اليدوية مثل التطريز الفلسطيني، صناعة الفخار في تونس، والحياكة اليدوية في مصر قائمة التراث الثقافي اللامادي. هذه الحرف التي تُنتج غالبًا يدوياً، تعتبر جزءاً لا يتجزأ من الهوية الثقافية للعديد من المجتمعات، وتعكس المهارات التقليدية التي تم تعلمها وانتقالها عبر الأجيال.

4. فنّ القهوة العربية:

يعد إعداد القهوة العربية جزءًا من التقاليد اليومية في العديد من البلدان العربية مثل السعودية والإمارات وقطر. تُعتبر طريقة تحضير القهوة وفن تقديمها جزءًا من الضيافة العربية، ولها طقوسها الخاصة التي تعكس كرم الضيافة والتقاليد المجتمعية.

5. الزار:

الزار هو نوع من الطقوس الدينية الشعبية التي تتم في بعض البلدان العربية مثل مصر والسودان. يتضمن هذا الطقس مراسم تتعلق بـ الروحانيات والشفاء، ويشمل الموسيقى والرقصات التقليدية التي تهدف إلى طرد الأرواح الشريرة أو جلب الحظ السعيد.

6. الصناعات التقليدية في البحرين:

مثل صناعة النسيج والفخار، إذ تم الحفاظ على هذه الصناعات في البحرين كجزء من التراث المحلي العريق الذي يتمتع بميزة كبيرة في التصميم والحرفية التقليدية.


أهمية هذا الإدراج على المستوى الدولي والمحلي


إدراج هذه العناصر في قائمة التراث الثقافي اللامادي لليونسكو يعتبر خطوة هامة نحو حماية التراث الثقافي العربي من التأثيرات السلبية للعولمة والتحولات الاجتماعية. يعزز هذا الإدراج من قدرة المجتمعات المحلية على الحفاظ على موروثاتها الثقافية، ويشجع الأجيال الجديدة على تعلم هذه المهارات والتمسك بها.


على المستوى الدولي، يسهم إدراج هذه العناصر في نشر الوعي العالمي بثراء الثقافات العربية وتاريخها العميق، ويُعد بمثابة دعوة للاحتفاء بالتنوع الثقافي الذي يميز العالم العربي. كما أن هذا النوع من الإدراج يعزز من التبادل الثقافي بين الدول ويُحفز السياحة الثقافية التي تعود بالنفع على الاقتصادات المحلية.



يعد إدراج العناصر والممارسات والحرف العربية في قائمة التراث الثقافي اللامادي لليونسكو خطوة مهمة نحو حماية التراث الثقافي العربي، وتعزيز مكانته في المشهد العالمي. من خلال هذه الخطوة، يتم التأكيد على ضرورة الحفاظ على التقاليد والحرف اليدوية والطقوس الشعبية التي تشكل جزءًا أساسيًا من هوية الشعوب العربية، مما يساهم في إبقاء هذه الممارسات حية ومتجددة للأجيال القادمة.

صالحة الالمعي
بواسطة : صالحة الالمعي
أقدم نفسي إلى القراء الأعزاء ككاتبة طموحة، قد شغفها القلم حُبًّا بدأت مشوار الكتابة منذ الصغر وخطوت خطوة جدية في عمر مبكر بدأت منذ 2016 مشواري، وكلي يقينٌ أني سأنشر يومًا ما كتابًا يكون صديقًا للقراء كافة. أترك هذه المدونة بين أيديكم على أمل أن تأخذ بها نحو مساعيكم الأدبية، أريد من كل قلبي أن ترتقي نصوصكم إلى توقعاتكم، ولكي يتألق الكاتب عليه أن يستوعب المعرفة ويمارسها؛ فتقرأ كلماته بعذوبة لا يكاد يطيق القارئ أن يرفع عينيه عنها، نص يشد أخر صفحة تسحب الأخرى حتى يتلقف بيديه كتابًا تلوى كتاب.
تعليقات