كيف أبدأ بكتابة القصص؟

 



كيف أبدأ بكتابة القصص؟


القصة أو القصة القصيرة، ليست موضوعا يكتب عنه لأول مرة، هناك الكثير من الطرق والأفكار المنوعة لكتابة القصة وهنا سأستعرض معرفتي المتواضعة بالإضافة إلى معلومات عامّة يمكن مطالعتها من هنا(    ).

أولا سنتحدث عن العنصر الرئيسي "الفكرة":


 كما يتطرق الجميع إلى ضرورة اختيار فكرة قوية، ولكنني هنا استطرد من هذا المفهوم أن تختار فكرة وأنت تجعلها قوية وغير معتادة بأسلوبك واختيار الكلمات وأخيرا بالأفكار المختزلة داخل النص والاوجه النفسية والصور المحيطة التي تعكس خلالها الفكرة، الأفكار القوية ستجذب القارئ، ولكنها لن تدفعه لإنهاء قصتك؛ لذا اختر فكرة بسيطة وأثخنها بمهارتك وخيالك، والفت انتباهي إلى آخر سطر كتبته.

مثال:

لينا وكوب القهوة

"لينا تتحدث مع كوب القهوة كل يوم كان هناك شخص يظهر لمؤانستها في دقائق قبل الانطلاق إلى العمل كانت قد اكتشفته بالصدفة"

"ترفع لينا كوب القهوة لارتشافه؛ لتجد انعكاسا في الكوب نعم شخص ما يحدق باتجاهها وما هي لحظات صامتة حتى انطلق صوت من الكوب يقول

" مرحباً"

لتنتثر القهوة في كل مكان وينطلق صراخ لينا عالياً"

 

ما رأيك بالفرق؟

 

 الهيكل الخاص بالقصة:

يجب أن تحدد شخصيات رئيسة تغمرها بفكرتك خمسة شخصيات كافية لأن تعنيها الفكرة التي تكتب عنها، بمعنى تلامسها وترتبط بها على إطار نفسي وأحداث ترتبط بها الشخصيات بشكل وثيق، يجب أن تضع لكل شخصية تعريفاً ضمنيا كلمات تعكس عليها أهم صفاتها والتي لها تأثير على القصة وطبعا لن تكون تعبيرات مباشرة إلا إن اضطر الأمر والأفضل تقليلها، بالإمكان شرح الصفات في جمل قصيرة أو أحداث هامشية بسيطة مختصرة.

مثال:

مهند يحب تناول التفاح

مهند يشتري التفاح دائماً؛ لأنه يحبه

لم يمر مهند ولو بالصدفة على بائع خضروات إلا وتوقف يتذوق تفاحة ويشتري أخرى يدسّها في جيبه إلى حيث يذهب.

 

ما رأيك بطريقتي في وصف حبه لتفاح؟

 

بعد تحديد الشخصيات نأتي الى الحبكة (العقدة)

الحدث الرئيسي الذي تناقشه القصة وتصل بالأحداث إليه وتصارعه حتى تخرج منه بمغزى قد يكون صريحاً أو غير مباشر بصدى عميق يتركه في نفس القارئ وهو النوع الذي أفضله حيث يغادر القارئ الصفحة وتعيش تلك القصة في داخله.

استطرد هنا بأكثر الأدوات أهمية وهي اللغة، اللغة السليمة والمفردات العميقة والبلاغة والتشبيه وغيرها من الأدوات ستحدد مدى تفوقك ككاتب ومدى متانة نصك؛ فالقصة ليس لديها مساحة ممتدة لاستعراض كل الأفكار والشخصيات والخلفيات والأحداث على نطاق واسع كالرواية؛ لذلك فالمفردات المتنوعة تساعد الكاتب على طرح أفكاره بصورة أقصر ولكن أعمق مما يختصر الكثير من الأسطر التي تكتب بلا معنى.

الأحداث الثانوية يجب أن تقود وتصب في الحدث الرئيسي بشكل مباشر أو غير مباشر وأحياناً يختصر الكاتب النص في الحدث الرئيسي فقط ويعصف به حتى يبحث القارئ خلال النص عن ملجأ أو أمل وهنا ينجح الكاتب بالوصول الى القارئ الذي بات يشعر أن القصة باتت تعنيه شخصياً.

التنقل بين الاحداث يجب أن يكون سلساً ولا بأس باختزال الأحداث التي تضيع وقت الكاتب والقارئ معاً ويمكن الوصول إليها بديهياً بدون أن يضيع القارئ بينها.

وأخيراً يجب أن يظهر المغزى أو أن تترك الصدى الذي حدثتك عنه من قبل ولو كان فقط المتعة؛ فهي لا يستهان بها، أن تجعل القارئ يستمتع ويبحث عن نصوصك الأخرى بعد أن يتوق إلى تذوقها.

 



صالحة الالمعي
بواسطة : صالحة الالمعي
أقدم نفسي إلى القراء الأعزاء ككاتبة طموحة، قد شغفها القلم حُبًّا بدأت مشوار الكتابة منذ الصغر وخطوت خطوة جدية في عمر مبكر بدأت منذ 2016 مشواري، وكلي يقينٌ أني سأنشر يومًا ما كتابًا يكون صديقًا للقراء كافة. أترك هذه المدونة بين أيديكم على أمل أن تأخذ بها نحو مساعيكم الأدبية، أريد من كل قلبي أن ترتقي نصوصكم إلى توقعاتكم، ولكي يتألق الكاتب عليه أن يستوعب المعرفة ويمارسها؛ فتقرأ كلماته بعذوبة لا يكاد يطيق القارئ أن يرفع عينيه عنها، نص يشد أخر صفحة تسحب الأخرى حتى يتلقف بيديه كتابًا تلوى كتاب.
تعليقات