كيف أبدأ بكتابة قصة؟
القصة أو القصة القصيرة، ليست موضوعا يكتب عنه لأول مرة، هناك الكثير من الطرق والأفكار المنوعة لكتابة القصة وهنا سأستعرض معرفتي المتواضعة بالإضافة إلى المعلومات الأساسية، ولنبدأ:
ما هي القصة؟
القصة: هي قالب يصور حدثاً ما أو أحداثاً متعددة من خلال شخصية أو شخصيات، في مكان أو أمكنة متعددة في زمن أو أزمنة متعددة.
أنواع مضامين القصة:
الواقعية
الخيالية
العلمية
البوليسية
التاريخية
الرومانسية
الاجتماعية
أنواع قوالب القصة:
قصة: يكون عدد صفحاتها أكثر من الأقصوصة وأقل من الرواية، من وجهة نظر
شخصية لا يجب ان تتجاوز 10 صفحات.
أقصوصة: بحدود صفحة أو صفحتين.
قصة قصيرة جداً ويشار إليها ق.ق.ج: سطر أو سطرين، والبعض اعتقد انها لا يجب
ان تتجاوز 50 كلمة كحدّ أقصى.
عناصر القصة:
1)
الحدث: هو مجموعة من الأحداث يوجده الكاتب ثم
يقودها ويربط بينها ويصعد بالزخم إلى نهاية القصة.
عند كتابة الحدث لا يجب ان يتطرق الكاتب على كل زاوية وكل تفصيل يخصه؛
فالمراد أن يسلط الضوء على زاوية محددة او جزء معين وليس جميع الجوانب، فتاريخ الأشخاص
والأماكن والاسترسال في السرد لطرح صورة كاملة مختصة بفن كتابة الرواية، ثم إن
النهاية في القصص تستحوذ على الأهمية؛ إذ إليها تعود كل خيوط الحدث وتنتهي ويبرز
عندها مقصد الكاتب التي يريد إبانتها، وتسمى لحظة التنوير.
لحظة التنوير: اللحظة التي تظهر المعنى لكل ما سبقها في القصة، وخلو نهاية
القصة منها يدل على أن الكاتب لا يكتب قصة، بل يختصر رواية طويلة في صفحات قليلة؛
فالرواية يمكن أن تنتهي بأي شكل من الاشكال وتحافظ على معناها، أما القصة؛ فيتحدد
معناها بنهايتها أي نقطة التنوير.
2) الشخصيات:
هم الأشخاص اللذين يصنعهم الكاتب ولهم ارتباط بالأحداث يتفاعلون معها ويؤدون
أدوارهم فيها، وينقسمون إلى: شخصيات أساسية- شخصيات ثانوية، وإنه من الخطأ أن تظهر
شخصية بلا دور، ويعنى بإظهار صفات الشخصية وطباعها كي تعطي تصوراً واضحاً، وبعد أن تحدد الشخصيات عليك غمرها بفكرتك حيث يكون لها دوافع
لتصرفاتها؛ كي تعنيها الفكرة التي تكتب عنها، بمعنى تلامسها وترتبط بها على إطار
نفسي وأحداث تتصل بها بشكل وثيق، ويفضل أن تكون الأوصاف ضمنية والتي لها تأثير على
القصة وطبعا لن تكون تعبيرات مباشرة إلا إن اضطر الأمر والأفضل تقليلها، بالإمكان
شرح الصفات في جمل قصيرة أو أحداث هامشية بسيطة مختصرة.
أمثلة على وصف الشخصيات:
(وصف حب مهند لتناول التفاح)
"مهند يشتري التفاح دائماً؛ لأنه يحبه"
"لم يمر مهند ولو بالصدفة على بائع خضروات إلا وتوقف يتذوق
تفاحة ويشتري أخرى يدسّها في جيبه إلى حيث يذهب"
الشخصيات تصف بعضها:
مراد يذكر صفة سيئة في وليد
" يا إلهي طباع وليد لا تتغير، إنها المرة المئة التي ينسى فيها
نظارته في المنزل ويعود ليأخذها، ألا يكفي أننا تركناه يختار الموعد بنفسه؛ لنكسر
كل الأعذار التي قد يلقيها"
تقمص الشخصية:
"أُقلّب محفظتي ولا أجد بها فلساً واحداً، وتمر الأفكار سريعةً
في ذهني؛ فلا أمتلك بنزين للسيارة ولا يمكنني أن أطلب المال؛ فوالدي لا يتحدثان
معي منذ اخر زيارة، والتحديث في الأرض لن يأخذني إلى أي مكان"
3)
الزمان والمكان: من أهم العناصر التي تصور الأحداث بشكل أدق؛ فالزمن
الحديث يختلف عن العصر القديم والمدينة مختلفة عن القرية، وما أبرع الكاتب الذي
يقدر على وصف المكان الذي يقع فيه الحدث بطريقة سلسة تدمج القارئ معه وكأنه ينظر
إليه دون ان يشعره بالملل.
4)
البناء: هو هيكل القصة الذي يرتب الأحداث
والأدوار متجهاً بسلاسة إلى العقدة أو (الحبكة) ولا يترك القارئ هناك وحده، بل
البناء الجيد عند هذه النقطة يزيد من تراصّ التفاصيل والوقائع ليخرج بالقارئ من
الحدث الرئيسي إلى تفكك منطقي وباهر في النهاية.
وهنا نشير إلى الأداة التي تربط هذا الهيكل وتجعله متناغماً، ألا وهو
الأسلوب، حقيقةً لا يوجد "مثلٌ" مقنع لأسلوب جيد، ولا مرشد ناجح لكتابة
جيدة، ولا أسولب ناجح ولا آخر خاطئ، بل هناك أسلوب يناسب شخصيتك وهو ينشأ معك خلال
كل المواقف والصور والحياة نفسا التي تعيشها.
القراءة والكتابة تعملان العين والأذن معاً، فنحن لا نضع الكلمات وضعاً على
الورق، بل نسمعها بالمعنى والإيقاع، ولابد أن تتحرك كل حواسنا بالكلمات الفريدة
الخلاقة والحساسة التي كتبناها أو قلناها منعكسة على الذهن.
أحد مؤشرات نجاح الأسلوب وأهمها أن يؤثر ويقنع القارئ، وليس باستعمال كلمات
غير شائعة بل استخدام كلمات شائعة بطريقة غير شائعة.
.
5)
سرد، حوار، وصف:
السرد: الطريقة التي يستخدمها الكاتب لنقل
البناء إلى حروف وكلمات يتفاعل معها القارئ ويتخيلها وكأنها أمامه، وأقوى طرق
السرد هو رواية الأحداث بصيغة المتكلم.
الحوار: الحديث الذي يدور بين شخوص القصة،
ويمتاز الكاتب الماهر باختيار الكلمات والألفاظ المناسبة لكل شخصية، مثلاً حديث
الضابط يختلف عن حديث المجرم، وشخصية الرجل تختلف عن المرأة، والجدة تختلف عن
الفتاة الشابة وهكذا.
الوصف: الأوصاف التي يستخدمها الكاتب لوصف شيء
ما، وفيها قوة لقصته، كأن يقول: وامتطى البطل جواداً أشهب، وثار كالأسد يدافع عن
شرفه المهدور.
مثال على وصف فكرة:
(لينا وكوب القهوة)
"لينا تتحدث مع كوب القهوة كل يوم كان هناك شخص يظهر لمؤانستها
في دقائق قبل الانطلاق إلى العمل كانت قد اكتشفته بالصدفة"
"ترفع لينا كوب القهوة لارتشافه لتجد انعكاسا في الكوب نعم شخص
ما يحدق باتجاهها وما هي لحظات صامتة حتى انطلق صوت من الكوب يقول
" مرحباً"
لتنتثر القهوة في كل مكان وينطلق صراخ لينا عالياً"
6)
الهدف: الخلاصة التي يريد ان يخرج بها الكاتب
من هذه القصة، وكما أشرت في مقالة سابقة إنه الصدى الذي يريد ان يتركه الكاتب في
ذهن قارئه.
"تدرب هنا"
المصدر:
كتاب: كيف تكون كاتباً بارعا- عبد الله ناصر الداوود
الكاتبة: صالحة الألمعي